كان المهاجرون واللاجئون وغيرهم من النازحين قسراً أكثر من تأثر بجائحة كوفيد-19 إذ أُصيبوا في سُبُل عيشهم وتنقلهم وصحتهم. وقد أدّت الجائحة أيضاً إلى تفاقم التحديات الهيكلية العميقة التي تواجهها مجتمعات المهاجرين واللاجئين. يتناول هذا التقرير الدروس المستفادة ويقدم مجموعة واسعة من التوصيات المتعلقة بالسياسات التي يمكن أن توجّه جهود واضعي السياسات وأصحاب المصلحة من أجل بناء مستقبل أفضل للمهاجرين واللاجئين في المنطقة.
رولا دشتي
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذيّة للإسكوا
فيليبو غراندي
المفوض السامي مفوضية األمم المتحدة السامية لشؤون الالجئين
نظراً إلى أعداد المهاجرين الكبيرة وتعقيد الهجرة في المنطقة العربية، وإلى حركات النزوح القسري التي كثيراً ما يطول أمدُها، تبرز أهمية اعتماد سياسات وتدابير وأطر للاستجابة، تحدّ من قابلية تضرّر المهاجرين واللاجئين، وتهيئ بيئة من شأنها التخفيف من التحديات المتأصلة للهجرة وتسخير فوائدها. وقد كشف تفشي جائحة كوفيد-19 في عام 2020 عن شدة تضرّر المهاجرين واللاجئين من الأزمات الاقتصادية وأزمات الصحة العامة، وأكد على الدور الأساسي الذي يضطلعون به في المجتمع ككل وفي المجتمعات المحلية في بلدانهم الأصلية وفي بلدان المقصد.
وقد عززت الجائحة حقيقة أن البلدان بحاجة إلى تسريع جهودها لحماية حقوق الإنسان وحقوق العمل للمهاجرين واللاجئين، وتمكينهم بوصفهم مساهمين في التنمية. وينبغي أن تسترشد هذه الجهود بخرائط الطريق التي تقدمها الأطر العالمية، وهي خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، والميثاق العالمي بشأن اللاجئين.
يركز هذا التقرير على محنة المهاجرين واللاجئين في أزمة كوفيد-19. ويقدم تحليلاً معمّقاً لكيفية تفاقم أوجه تضررهم من الأزمة بفعل الحواجز الهيكلية والتحديات التاريخية التي كانوا يواجهونها قبل الجائحة. ويقدم توصيات قابلة للتنفيذ إلى واضعي السياسات والممارسين بشأن حماية المهاجرين واللاجئين وتمكينهم وتعزيزمنعتهم إزاء الشدائد.