AR
1. السياق 2. منهجية الدراسة 3. النتائج 4. الخلاصة 5. التوصيات 6. المراجع

حساب الكلفة الاقتصادية للعنف الزوجي

ضد المرأة في دولة فلسطين


تبرز هذه الدراسة أن للعنف الزوجي تأثير كبير على نفقات الأسرة المعيشية، وإنتاج الأسرة المعيشية غير المدفوع الأجر وأعمال الرعاية، وتغيُّب وحضور الرجل والمرأة عن العمل، والعمل بأجر للمرأة في دولة فلسطين.

pic-1

التكلفة الاقتصادية الإجمالية للعنف في العام السابق للمسح.

في المجموع ، خسرت دولة فلسطين في عام 2018 ما لا يقل عن 45 مليون دولار 36 مليون دولار أو كحد أقصى بسبب العنف ضد المرأة. وتشمل هذه التكاليف من الأموال الخاصة، وفقدان الإنتاجية، والإنتاج المنزلي وأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر.

تعادل تكلفة العنف ضد المرأة في عام 2018 ما أنفقه برنامج الغذاء العالمي في عام 2019 والبالغ 41 مليون دولار لتوفير الأمن الغذائي والتغذية لـ 343 ألف شخص في الضفة الغربية وقطاع غزة.

22193 امرأة منعهن أزواجهن من العمل و/أو أجبرهن على ترك العمل. إذا انضمت هؤلاء النساء إلى القوة العاملة، فسيتزيد نسبة العمل بأجر 50 في المائة.

انتشار العنف

أبلغت 6 من كل 10 نساء متزوجات حالياً عن تعرضهن لشكل واحد على الأقل من أشكال العنف من أزواجهن في عام 2018.

في قطاع غزة، أبلغت 7 من كل 10 نساء متزوجات حالياً عن تعرضهن لشكل من أشكال العنف في عام 2018.

في قطاع غزة، تبلغ نسبة النساء اللاتي يتعرضن لأشكال متعددة من العنف الزوجي ضعفي نسبة النساء في الضفة الغربية اللاتي يتعرضن لأشكال متعددة من العنف الزوجي.

ينتشر العنف بين الشابات أكثر من المسنّات.

pic-2
pic-3

تفاصيل حول التكاليف الاقتصادية.

خلال عام 2018، تكبدت النساء الناجيات من العنف اللاتي أبلغن عن تكبد تكاليف من الأموال الخاصة، تكاليف تعادل 12 في المائة من نفقاتهن غير الغذائية، والتي تصل إلى 20 مليون دولار كحد أدنى، و29 مليون دولار كحد أقصى في السنة على الصعيد الوطني.

في عام 2018، تعرضت النساء الناجيات من العنف لخسارة إنتاجية تقارب 173 ألف يوم عمل، وبلغت خسارة إنتاجية أزواجهن 128 ألف يوم عمل. وبلغ إجمالي الخسائر الإنتاجية حوالي 9 ملايين دولار.

في عام 2018، تغيّبت النساء الناجيات من العنف 259 عن ألف يوم، بينما تغيّب أزواجهن عمّا يقرب من 42 ألف يوم من لإنتاج المنزلي غير المدفوع الأجر والعمل المنزلي على الصعيد الوطني. يصل هذا إلى 2،300،000 دولار سنوياً.

مقدّمة


يعتبر العنف ضد المرأة مشكلة منتشرة تتخطى الحواجز الثقافية والدينية. تشير التقديرات العالمية لمنظمة الصحة العالمية إلى تعرُّض واحدة من كل ثلاث نساء لشكل من أشكال العنف الجسدي و/أو الجنسي، الذي يرتكبه في الغالب الشريك أو الشريك السابق، على مدى حياتهن

من المعترف به على نطاق واسع أن للعنف ضد المرأة والفتاة آثار متعددة تترجم إلى خسائر للنساء والأسر والمجتمعات المحلية/الأعمال، فضلا عن الخسائر الكلية التي يتكبدها المجتمع.

الأهداف المحددة للدراسة هي الآتي:

● التكاليف المباشرة - النفقات المرتبطة بالبحث عن الرعاية الصحية والخدمات القانونية، وتكاليف الاستهلاك المتعلقة بإصلاح/استبدال الممتلكات، وتكاليف النقل، والنفقات/الفواتير؛

● التكاليف غير المباشرة - التأثير على الأعمال المنزلية (المرأة والزوج) وأعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر، والأيام الدراسية الضائعة، وفقدان الدخل بسبب التغيُّب عن العمل المدفوع الأجر/العمل غير المدفوع الأجر (المرأة والزوج)، وحضور المرأة، وتراجع مشاركة المرأة في العمل بأجر.

● التكاليف على مستوى الأسر المعيشية؛
● التكلفة بسبب فقدان الإنتاجية؛
● التكاليف الناجمة عن انخفاض مشاركة الناجيات في العمل بأجر.

1. السياق


كما هو الحال في جميع جوانب الحياة اليومية، تتأثر العلاقات والديناميات الجنسانية بالاحتلال المستمر، مما يؤدي إلى آثار متفاوتة على النساء والرجال والفتيات والفتيان . بالإضافة إلى تقييد حصول النساء والفتيات على الخدمات والفرص الأساسية، تقلل نقاط التفتيش والسياسات الإسرائيلية من إمكانية حصولهن على سُبُل العيش الآمنة وتحرمهن من الحق في حماية الوحدة الأسرية، ولا سيما في الضفة الغربية وغزة

كما هو الحال في جميع جوانب الحياة اليومية، تتأثر العلاقات والديناميات الجنسانية بالاحتلال المستمر، مما يؤدي إلى آثار متفاوتة على النساء والرجال والفتيات والفتيان . بالإضافة إلى تقييد حصول النساء والفتيات على الخدمات والفرص الأساسية، تقلل نقاط التفتيش والسياسات الإسرائيلية من إمكانية حصولهن على سُبُل العيش الآمنة وتحرمهن من الحق في حماية الوحدة الأسرية، ولا سيما في الضفة الغربية وغزة

تتعرض أيضاً المرأة الفلسطينية لأشكال مختلفة من العنف المتعلق بالاحتلال. على سبيل المثال، تتعرض الفتيات والنساء المتزوجات أو اللواتي كن متزوجات للعنف عند نقاط التفتيش، وقد أبلغت 3.3 في المائة عن تعرضهن للعنف النفسي، و0.6 في المائة للعنف الجسدي، و0.2 في المائة للعنف الجنسي.

2. منهجية الدراسة

يصف هذا القسم المنهجية المستخدمة لتقدير:



مسح العنف الذي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في المجتمع الفلسطيني في عام 2019 هو ثالث مسح تمثيلي عن العنف على الصعيد الوطني. كما أنه الأول الذي يتضمن أسئلة عن التكاليف الاقتصادية للعنف الزوجي. وقد شمل المسح الذي أُجري بين 13 آذار/مارس و20 أيار/مايو 2019، ثمانية أقسام رئيسية، بما في ذلك قسم يركز على النساء المتزوجات حالياً أو سابقاً اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18-64 عاماً. ومن عينة إجمالية من 11,545 أسرة معيشية في جميع أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة، هناك 5,114 امرأة متزوجة حالياً أو سابقاً.

قُدرت التكاليف من الأموال الخاصة للنساء اللاتي أبلغن عن أي شكل من أشكال العنف في الأشهر الاثني عشر الماضية. وهي تشمل التكاليف التي تتكبدها الناجيات للوصول إلى الخدمات الصحية والقانونية، واستبدال الممتلكات وغيرها من التكاليف المالية.

إنتاج الأسرة المعيشية غير المدفوع الأجر، وأعمال الرعاية، والتغيُّب عن أيام الدراسة

غالباً ما يكون فقدان الإنتاجية أكثر من مجرد التغيُّب، أي، فقدان العمل. وهو يتضمن تأثير التأخر عن العمل (التأخر)، والعمل بشكل غير منتظم أو بأقل إنتاجية (الحضور) كنتيجة للعنف. كما أنه يؤدي إلى فقدان إنتاجية أزواج الناجيات من العنف الزوجي.

تعد نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة في دولة فلسطين من بين الأدنى في العالم (21.6 في المائة) حيث أشارت دراسة أُجريت في عام 2020 إلى التمييز الجنساني في سوق العمل من حيث الفرص والأجور . حاولت هذه الدراسة ربط العمل منخفض الأجر الخاص بالناجيات بالعنف الزوجي واتخاذ القرار بشأن طبيعة عملهن المأجور.

3. النتائج


أفادت ست نساء من كل عشر نساء متزوجات حالياً بأنهن تعرضن لشكل واحد على الأقل من أشكال العنف من أزواجهن في الأشهر الاثني عشر الماضية، وأبلغت 22.7 في المائة عن العنف الجسدي و/أو الجنسي.



إجمالا، أبلغت امرأة واحدة من كل أربع نساء متزوجات (25.2 في المائة) تتعرض حالياً للعنف الزوجي في الأشهر الاثني عشر الماضية، عن تكبدها بعض النفقات من أموالها الخاصة.


بلغ متوسط النفقات التي تكبدتها الناجيات من العنف الزوجي من حسابهن الخاص في الأشهر الاثني عشر الماضية(184.30 دولاراً). ويبلغ متوسط الإنفاق السنوي غير الغذائي للفرد في دولة فلسطين (439.10 دولاراً). ويعني ذلك أن 25.1 في المائة من الناجيات من العنف الزوجي (العدد = 132,306) اللاتي تكبدن بعض تكاليف من حسابهن الخاص أنفقن، في المتوسط، 11.8 في المائة من نفقاتهن السنوية غير الغذائية على هذه التكاليف.


أبلغ ما يقرب من 6 في المائة من النساء المتزوجات حالياً اللاتي تعرضن للعنف في الأشهر الاثني عشر الماضية عن فقدانهن لرعاية الأطفال لمدة 9.2 أيام، مما أسفر عن 254 292 يوماً لم تتمكن فيها الناجيات من رعاية أطفالهن ).


أفادت نسبة مئوية صغيرة من النساء المتزوجات حالياً اللاتي يتعرضن للعنف (2.1 في المائة، العدد = 674 10) خلال هذه الفترة عن تغيًّب أزواجهن عن حوالي 4.4 يوم رعاية أطفال، مما أدى إلى فقدان 46451 يوماً تقريباً على الصعيد الوطني.

4. الخلاصة


تبرز هذه الدراسة أن للعنف الزوجي تأثير كبير على نفقات األسرة المعيشية، وإنتاج األسرة المعيشية غير المدفوع األجر وأعمال ُّ الرعاية، وتغيب وحضور الرجل والمرأة عن العمل، والعمل بأجر للمرأة في دولة فلسطين.

ينشأ الأثر المباشر على نفقات الأسر المعيشية من كون واحدة تقريباً من كل أربع ناجيات تتكبد بعض التكاليف من أموالها الخاصة، أي ما يعادل في المتوسط 11.8 في المائة من النفقات السنوية غير الغذائية. ويمكن استخدام هذه النفقات الكبيرة على نحو أفضل بكثير في مجالات مثل تعليم الأطفال، والأنشطة الترفيهية المنزلية، والهدايا المقدمة لأفراد الأسرة.

ويلاحظ بوضوح تأثير العنف الزوجي، بدون أدنى شك، على قدرة المرأة على قيامها بأعمال الرعاية، وهو جزء لا يتجزأ من المساهمة الشاملة التي تقدمها المرأة للمجتمع والاقتصاد على نطاق أوسع. والأهم من ذلك أنه في حين غابت الناجيات عن حوالي 000,260 يوم عمل في مجال الرعاية على الصعيد الوطني، فقد غاب أزواجهن أيضا عن حوالي 000,42 يوم عمل في مجال الرعاية. يبلغ يوم عمل رعاية المرأة (6.63 ساعة) حوالي ثلاثة أضعاف الرجل (2.65 ساعة)، ما يعني ضمنياً فقدان النساء، من حيث ساعات العمل، عدداً أكبر من ساعات عمل الرعاية. ولهذا عواقب جسيمة في ظل الجائحة الحالية، التي أدت إلى زيادة العنف الزوجي وأعمال الرعاية للمرأة .

وتشير هذه الدراسة أيضاً إلى الخسارة التي يؤثر بها العنف الزوجي على النشاط الاقتصادي بسبب التغيُّب والحضور. وينبغي تفسير الأثر المتساوي تقريباً لتغيُّب النساء والرجال بحذر (336,100 يوماً مقابل 640,88 يوماً)، نظراً لانخفاض مشاركة المرأة في القوة العاملة. ومن المهم أن نضع في اعتبارنا العدد الكبير لأيام العمل الضائعة التي أبلغت عنها النساء - في المتوسط 23 يوماً من العمل المدفوع الأجر وغير المدفوع الأجر. وعلاوة على ذلك، تغيُّب الأزواج أيضاً عن العمل بسبب العنف الزوجي ضد المرأة. رغم قلّة عددهم نسبياً، إلا أن أولئك الذين يتغيبون عن العمل، يفعلون ذلك لعدد كبير من الأيام (تسعة أيام غير مدفوعة الأجر). وفيما يتعلق بالحضور، نادراً ما يُقاس أحد أبعاد فقدان الإنتاجية في أبحاث العنف، ونرى مستويات أعلى بكثير بين النساء، والأيام المبلغ عنها أعلى بكثير من الرجال. يؤثر العنف تأثيراً كبيراً على إنتاجية المرأة في مكان العمل، مما قد يؤثر تأثيراً خطيراً على استقرارها الوظيفي، ومداخيلها، وتنقلها المهني في المستقبل، وكلها عوامل تسهم في استمرار الفجوة في الأجور بين الجنسين في دولة فلسطين.

لعل أهم نتيجة توصلت إليها الدراسة هي تحديد العمل المنخفض الأجر للإناث بسبب العنف الزوجي وتأثير ذلك على اتخاذ المرأة للقرار المتعلّق بطبيعة عملها بأجر. واستناداً إلى تحليل الحساسية، هناك إمكانية كبيرة لزيادة عمل المرأة بأجر بنسبة لا تقل عن 41 في المائة وقد تصل إلى 52 في المائة. ونظراً للقيود المفروضة على البيانات، لا يمكن تقدير القيمة النقدية لهذا التأثير بسهولة، إنما يشير التحليل إلى أن الزيادة في عمل المرأة بأجر يمكن أن تكون كبيرة ولها تأثير عميق على الإنتاج الاقتصادي لدولة فلسطين.

5.التوصيات

أثبتت هذه الدراسة أن استمرار العنف الزوجي مكلف بالنسبة للنساء الفلسطينيات وأسرهن والاقتصاد والمجتمع. ويمكن تلخيص التوصيات الرئيسية بما يلي:

التوصية

على مجلس الوزراء الموافقة على مشروع القانون المتعلق بالعنف ضد النساء والفتيات في أقرب فرصة ممكنة، لضمان إيلاء الأولوية للجهود الرامية إلى تحقيق الاتساق مع الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك القضاء على العنف الزوجي.

التوصية

على الحكومة الفلسطينية، كحدٍ أدنى، أن تضع ميزانية مخصصة لمنع العنف والتصدي له، وأن تخصص موارد كافية لتوسيع نطاق الجهود الحالية.

التوصية

تقديم الدعم المالي للناجيات من العنف الزوجي للحصول على خدمات العنف.

التوصية

• ضمان فهم الآثار الأوسع للعنف الزوجي لتوجيه عملية تطوير الاستراتيجية الوطنية الجديدة، على أن تكون مدعومة بنهجٍ شاملٍ للحكومة بأسرها.

شكر وتقدير ، اختصارات ، مراجع

Share On Whatsapp