تهدف سلسلة الاستعراض السنوي لأهداف التنمية المستدامة إلى توجيه النقاشات وتحفيزها خلال المنتدى العربي للتنمية المستدامة. ويوفر هذا الاستعراض الذي يصدر سنوياً قبيل انعقاد المنتدى:
بعد مرور عامين تقريباً على تفشي جائحة كوفيد-19، تمضي البلدان العربية قدماً على مسار التعافي، وإن بوتيرة متباينة.
فعلى الرغم من تقلص الحيز المالي وقيود أخرى، وضعت البلدان العربية حزم تحفيز بأحجام مختلفة واعتمدت استجابات سياساتية لحماية سُبُل العيش وتنشيط الاقتصادات.
وانبثقت في المنطقة نُهج مبتكرة جديرة بأن تتم مأسستها وتوسيعها مستقبلاً.
ومع ذلك، قبيل الجائحة، لم تكن البلدان العربية تمضي على المسار الصحيح نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ما جعلها غير مستعدة لمواجهة الأزمة.
لاستكشاف البيانات المتعلقة بالتقدم الذي أحرزته المنطقة العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في واقع الأمر، تُعنى إعادة البناء على نحو أفضل بعد أزمة كوفيد-19 بتغيير الهياكل القائمة وتحويل الظروف التي تسببت بالأزمة وضخمت آثارها. وتتعلق أيضاً بضمان المواءمة الأوثق مع أهداف التنمية المستدامة وروح خطة عام 2030 وتتبُّع التوجهات الكاسحة وتسخير التعاون والتكامل الإقليميين.
ويركز هذا الاستعراض السنوي لأهداف التنمية المستدامة على ثلاث أولويات إقليمية.
فالفصل المتعلق بالحماية الاجتماعية يظهر أن البناء بشكل أفضل يعني شمول الجميع، ولا سيما أولئك الأكثر تخلّفاً عن الركب، ذلك أن توسيع شبكات الأمان الاجتماعي استجابةً للأزمة يتيح فرصةً لبناء نُظُم حماية اجتماعية أقوى تستجيب للصدمات وتوفر تغطية مدى الحياة ومنعة إزاء الأزمات في المستقبل.
اقرأ المزيد.
ويظهر الفصل الخاص بالتعافي الاقتصادي الأخضر أن البناء بشكل أفضل يعني إيلاء المزيد من الاهتمام للبيئة، حيث تمثل الاستثمارات الرامية إلى انتشال الاقتصادات العربية من الركود فرصاً للنمو منخفض الكربون والتنويع واستحداث فرص عمل لائقة وتعزيز المنعة.
اقرأ المزيد.
ويظهر الفصل عن التحول الرقمي أن البناء بشكل أفضل يعني تحويل الطريقة التي تتم بها الأمور، ذلك أن رقمنة الأعمال والخدمات الحكومية والتعليم والصحة الذي تمّ بسرعة استجابةً للأزمة يوفّر إمكانات كبيرة من حيث الشمول والتنويع الاقتصادي والمنعة.
اقرأ المزيد.
دفعت الأزمة الحكومات إلى البحث عن سُبُل للوصول إلى كثرٍ من الذين كانت شبكات الأمان الاجتماعي تُقصيهم وكشفت عن ضرورة وجدوى توفير تغطية اجتماعية شاملة لدورة الحياة تستجيب للصدمات ولا تهمل أحداً.
يمكن للحكومات العربية تعزيز نُظُم الحماية الاجتماعية عبر ترشيد البرامج من خلال توسيع نطاق جهود التنسيق والاستثمار في تحسينات إدارية، منها إنشاء سجلات متكاملة للمستفيدين، والتركيز على الاستدامة المالية لشبكات الأمان.
قد يساعد العمل الإقليمي البلدان العربية على تخطي التحديات الطويلة الأجل المتعلقة بتغطية المهاجرين وتمويل نُظُم الحماية الاجتماعية وإصلاحها.
لا تتوفر معلومات تذكر عن التداعيات البيئية لحزم التحفيز الاقتصادي التي اعتمدتها الحكومات العربية لتنشيط الاقتصاد. وترجح الأدلة غير الموثقة أن تكون سلبية أو متباينة (محايدة في أحسن الأحوال).
ينبغي للتخطيط الاقتصادي أن يحافظ على الزخم كما كان قبل الجائحة، مع السعي إلى زيادة حصة المشاريع الخضراء والشروع في إدخال التغييرات البنيوية الضرورية لدعم التعافي الأخضر.
قد يساعد التعاون الإقليمي البلدان العربية للتصدي للمشاكل البيئية العابرة للحدود من خلال وضع أو تقوية الأطر المعيارية الوطنية وتحديد وتنفيذ المبادرات الاستراتيجية بشأن الأولويات البيئية المشتركة لبناء المنعة الإقليمية.
شهدت المنطقة نمواً إيجابياً في قبول واعتماد الطرق الرقمية لممارسة الأعمال والتعلم وطلب المساعدة الطبية والحصول على خدمات حكومية متعددة، الأمر الذي يعزز آفاق تحسين منعة المجتمعات العربية.
للاستفادة من فوائد التحول الرقمي كاملة والحؤول دون تعميق الهوة القائمة أو التسبب بنشوء فجوات جديدة، ينبغي للبلدان العربية معالجة أوجه عدم المساواة القائمة أصلاً، بما فيها بين الجنسين.
يمكن للبلدان العربية أن تنشئ تحالفاً إقليمياً لتعزيز التعاون على تطوير المنافع العامة الرقمية.